Jan 8, 2020

حُجّة

ظننتُ أن فرحتي ستكتمل لو عملت في مكتبة، أو سكنتُ فيها. وكان الخيار الثاني أنسب كلما دغدغتني الفكرة. لن أضطر لعمل شيء... أتفرغ للقراءة. كوب شاي سيَفي بالغرض لو صاحت معدتي، أو كَسُل دماغي. ولكنني اليوم بينما أتخيل المكتبة عالمي، راودني شعور غريب. نظرتُ حولي وإذ بالكتب تتحرك. وإذا بالرفوف تميل، وإذا بالجدران تهمّ بأن تدور. ركزت نظري إلى الأرض وحاولت العودة إلى الواقع. حاصرتني الأوراق الهاربة من دفات الكتب؛ الكلمات التي لم تسنح لها الفرصة بأن ترَاها عين، والعناوين التي لم يسبق لها أن ولجت قلباً. صرتُ كلما تحرّكتْ أعي حجم التقصير. لن أستطيع ولو عشتُ للأبد أن أقرأ كل هذا الكمّ من الكتب. لن أفيَها حقها بالقراءة والإعادة. ولن تكون لي حُجّة: أنا أسكنُ المكتبة!

#حنان_فرحات ٢٠٢٠
#تمرين_كتابة