Jun 25, 2020

وردة ‏ودجاجة



لقد كنتُ يوماً وردة. يحيط الاسفنج الملون وجهي كحجاب، ويداي ورقتان خضراوان ضخمتان. لا أذكر ماذا كان لوني، ولا ترتيبي في الصف الخلفي من المشهد.

وبالرغم من جرأتي حينها وشجاعتي في تصدّر المشهد، إلا أنه تم اختياري ككومبارس في تلك المشهدية، فاختبرت مجبرةً خفة انعدام المسؤولية وروعة الذوبان في الصورة العامة.

انقضى النهار وبقيت المسرحية في ركن ذاكرتي الخلفي. تماماً كما كنت يومها واقفة دون قلق يُذكر. أغني مع الكورس، فلا يهمّ من ينشز ومن لا... لن يدرك أحد من الحضور مصدر الخطأ أو سببه، ولن يبقى للأستاذ المدرب فرصة للوم أو العتاب. تغني أبياتك مرتين ثم تصفق وتنحني في نهاية المشهد.

تمشّت الدجاجة، عجنت، خبزت، وبقيت الوردات واقفات. أضحك اليوم من الذكرى، أناس يهمهم أن يكونوا الدجاجة، وآخرون يفضلون الوقفة اللامبالية في خلفية الصورة، والواقع أنها لن تكتمل إلا بالاثنين معاً، وأن من الجميل تجربة الاثنين والترنح بينهما. 

ولكن شعب الخلف شعبٌ منقوص حقه في التقدير، يأخذ حصته الخجولة من التصفيق دون تعيين أو قصد.. لذا، فمرحى للوردات الأبيّات الواقفات تلكَ الوقفة، وللأشجار التي يقفن في ظلالها أو في جوارها، فهنّ جمالية المشهد وألوانه مهما قللت الدجاجات من شأنهنّ، أو فعل مخرج المسرحية.

حنان فرحات ¦ ٢٠٢٠