Nov 30, 2017

ثورة

ثورة
________

منذ رقدته الأولى على شريط الانتاج  مروراً بتمدده موضّباً على رفوف الشحن والتخزين وهو يفكر بشيء يبدد عتمته.

لمّا فُتحت علبة أعواد الثقاب، مدّ العود عنقه مغرياً سميراً ليتناوله على أن في ذلك خلاصَه. لكنّ سميراً فاجأه بحفّ رأسه ذهاباً وإياباً بجانب العلبة. 

كانت تلك اللحظة المثالية ليحقق العود حلمه، فأشعل في نفسه ثورةً أحرقته مُولّدةً نوراً تلاه لسان دخان لذع يد سمير، ونقل العدوى إلى الأعواد الباقية.

لما رأت الأعواد الباقية النار متّقدة، قررت أنها خلقت لتحترق اقتداء بالعود الأول حتى يعمّ الدفء.

لم ينس أيٌ منها الشرارة الأولى، بل تناقلوها متذكّرين صورتهم على شريط الانتاج. كانوا على ثقة أن سيكون وراءهم من يحمل الفكرة حتى تبقى نار الموقد، وتبقى خيرات فُرنِه ووهج الدفء وحنوّ الجِلسة حوله.

حنان فرحات | ٢.١٧