"قل لي ولو كذباً كلاماً ناعماً"، يقولها الأستاذ ويسير نحوي بتؤدة: "حنان. ماذا يقصد نزار بشطر البيت هذا؟"
أتنحنح في جلستي وأتمتم لنفسي بكلمات لا تصل إلى أذنيه.
"ماذا؟ قلتِ شيئاً؟"، يقول بصوته الجهوري.
أحب حصة اللغة العربية، وكتابة النصوص تحديداً، لكن تحليل ما كتبه شخصٌ معيّن لا يبدو لي على قدْر من الأهمية. ماذا يهمّ صبيّة أحلامها بِاتساع الكون من تحليل نص كتبه شخصٌ أكل الدهر على رُفاته وشرب...
"ما زلتُ بانتظار إجابتك،"
"لا أدري"
"حاولي، أنا موقنٌ أن لديك تفسيراً ما"،
"ربما يقصد.."
يقصد أن صبيّةً غبية تشحذ الاهتمام ولو كذباً! عدا عن أن الكذب إثمٌ قد يطول أنفنا بسببه، أو يُقطع لساننا - حسب الراوي-، لا كبرياء لديها لتطلب من شخصٍ سيكتبها يوماً في قصيدة ويأخذها يميناً ويساراً في بحور المعاني بينما يفسّر نظرتها! أغضب في نفسي منها، سوّدت وجهنا بنت الأوادم.
"يقصد؟"
" تسأل الفتاةُ الكاتب أن ينطق ويخرج من جموده ولو ادّعاءً، لأنه بحسب ظنها سيقول ما تودّ سماعه حقيقةً، لولا أن كبرياءه يمنعه من ذلك."
"وما الذي يدعم إجابتك؟"
"شطر البيت الثاني: قد كاد يقتلني بك التمثال. ومن بعدها تعريفه للحب الذي يبدو مختلفاً عما تختزله هي في سؤالها"
" جميل، أكمل لنا يا سعيد.. "
أعود إلى أفكاري. حُبُه هو اليد التي يقبّلها ولكنها تغتاله، إحساسه الدفين في صنمه، وسرّه الذي سيمزّقه، المعاني التي أراد أن يخبئها في صدره لكنها نبتت قصيدة تعذّبنا في حصص اللغة العربية.
#تمرين_كتابة
#حنان_فرحات | ٢٠٢٠