Mar 20, 2012

"وعاشوا بسعادة وهناء!!"


"وعاشوا بسعادة وهناء!!"

منذ زمن غير بعيد، قررت أن أدوّن خواطري..وإذ بها تتحوّل قصة متسارعة الأحداث، لتنفجر في النهاية. أعجبت البعض...وتلقّت النقد من آخرين، كحال غيرها من القصص.

كانت محاولة أولى، فصلها عن الثانية نصوص متشتتة المحاور، موحّدة اللغو والأسلوب. ولكن الثانية في خاتمتها كانت أقرب إلى الأولى..فانفجرت!

وإذ بها في باطني نقمة على النهايات السعيدة! كم الِفت الأفلام الكرتونية التي تنتهي ب"تزوج الأمير الأميرة وعاشوا بسلام إلى آخر الزمان.."..وكم قرأت قصصا آل مآلها إلى " وعاشوا بسعادة وهناء!"..

ولكن أحداثها لم تسكن ذاكرتي، .. بل لم أحفظ سوى الوقائع الحزينة التي جعلتني أذرف الدموح أحياناً متمنية النهاية المعتادة..

غريبون هم! يصورون الحياة أبديةً، ويزرعون في الأطفال صورة مشوهة عن الواقع، فيظنون الحياة مطَبّاً واحداً، اجتيازه كفيل بالوصول إلى الخاتمة السعيدة. ويتناسون أن الحياة استمراريةُ العراقيل، ولذةَ تجاوزها في كل مرة هي خاتمة لمرحلة وبدايةٌ لأخرى..
فيا قلمي،..لا ذنب لك! لكنّني لن أحوّل مسارك قسراً..فأنت أدرى بما في داخلي،منّي. أستطيع ان أرى سعادتك بانفجار الختام، فلتكن سعادتك هي العنوان

Mar 4, 2012

حين جفّ القلم

حين جفّ القلم
على غير عادته، لم يتمكّن قلم الرصاص من الإستقامة.. فآلة الحرب لم تزل تزهق الأرواح منذ أشهر..وهو لم يزل يدوّن أسماء الشهداء وأعدادهم..وكأنّه يتسابق وإيّاها..هو يكتب، وهي تزيد.. فيمحو ويصحّح ما كتب كي يتحلّى بال"مصداقية" التي يندر تواجدها، إلا في بصماته...
هنا دبّت النخوة في صديقه، فانتصب قلم الحبر متعامداً ودفتري.. مرّرته على المسودة مراراً حتى كدت أن أيأس من إمكانية رؤية أثره..منذ زمن لم ألجأ إليه، فعناده وتكبّره على المحو والتصحيح ينفرانني منه.. إلّا أنّه استجمع قواه في اللحظات الأخيرة ، ربما غيرةً من قلم الرّصاص، ولفظ أنفاسه بصعوبة نازفاً على أوراقي...
نزيفٌ طال انتظاري له  في جمود الشتاء..جمود في شجاعة الأعزاء ،..وفي نصرة الأشقّاء،..وفي نخوة الشّرفاء... لم يحرّكه فيضان نهر العاصي بعد أن اغتسل بالحمرة، ولم تهزّه نسائم الهواء التي بدل أن تكون عليلة أضحت مُعِلّة..
لا أدري بالضبط لمَ انتظرته .. ربما لأموّه المشاهد الحمراء التي تحتل ذاكرتي، ببريقه..أو لأغطي به بصمات العارالتي تركها المتخاذلون تواقيعاً، بعدما رفض القلم مشاركتهم في الخيانة.. أو لِتَهَبَ لأوراقي لوناً آخر، غير لون السماء والأرصفة والمستشفيات.. فقد توحّدت جميعها واصتبغت بالرمادي الممزوج بالأحمر.. لا أدري أهي "الموضة" أم لا.. لكنّها بكلّ حال لم تَرُق لي...
لم يصدّق قلم الحبر وصوله إلى أول الصفحة، فبدأ بهمّة يقفز من سطر إلى سطر ويؤرّخ الصور والمشاهد والقصص...
قصف عفيف لم يطل سوى الأطفال والنساء.. فهم مصدر التمرّد والعصيان!
قنص محصور بمن يتواجد في منزله، أو في الشارع، أو في المدرسة، أو في أي مكان!
اعتقال للشبيحة المتمثّلّين بالطلاب الجامعيين، وطلاب المدارس، والعلماء، والطواقم الطبية وكل من يشغل او لا يشغل أي وظيفة أو منصب أو صفة معيّنة!
حرمان من الكماليات كي لا يستطيع المتمردون التحرك بسهولة، مثل المياه والكهرباء والغاز والمازوت والبنزين والكاز والشموع والمسكنات والمطهرات والخبز وال... فقط!
..
 هنا رفض القلم أن يكمل، فقد أحس بمرارة ما تجرعه قلم الرصاص..
أعلن استقالته وعاد إلى مكانه ببطء ليبتلع ريقه بعد أن جف...