هيّأتُ الزاد وأخذت نفساً طويلاً ثمّ عُدتُ لإفراغ الحقيبة. كيف لمن مرّت عليه السنون الظنّ بأن المتاع يقيه شر السفر. أمسكت بالفنجان وأعدته إلى مكانه في المطبخ. لن يداوي الشرب به الحنين. ثم تناولتُ معطفاً من عدةٍ كنتُ قد وضبتهم. لن يطفئ بفرائه الشوق. صورة. لن توصل ملامح النضج التي تنبتُ حالما أغيب. مناديل ورقية. كأنّ المناديل ستنقرض. مسكن للآلام. مراهم للأوجاع. سينقسم ظهري وتفنى مفاصلي من ثقل الحقيبة لا من السفر. علبة دموع لجفاف العين. وكأن العين تجف حين تُفارق. هاتف. شاحن. شاحنٌ آخر. قنينة الماء المفضلة. أكوام من الأقلام والدفاتر المفضلة. من قال إنها ستبقى مفضلة؟ ماذا لو كان في الغياب ما هو أفضل. ماذا لو أن ما في القلب تحمله الحقيبة. ماذا لو أضع في القلب آلة الكتابة ومكتبتي والكتب وكرات الصوف ودفاتر الملاحظات.. ماذا لو أحمل في قلبي ما لا تتسع له الحقيبة؟
#حنان_فرحات ٢٠٢٠
#تمرين_كتابة