Jan 2, 2020

حذاء للبيع


مشكلتي التفاصيل.. المهمة. أنسى الأسماء، والوجوه والتواريخ وعناوين الأشياء. لكنني لا أنسى الأشياء. يبدو الأمر مضحكاً لمجرد ذِكره بهذه البساطة بينما أقع في الحرج مرّات ومرّات بسببه. إلا أن زبدة الأمر هي ما يهم، أليس كذلك؟
قيل أفصح القصص وأكثرها متانةً تلك التي لا يمكن أن تُنقص منها حرفاً، وقيل بل هي التي لا تستطيع أن تزيد عليها، فمعناها كاملٌ وموزون. وقيل: قدْر المستطاع اختصر! وقيل بل صِف واسترسل! وقيل لا تكتب عن الكتابة، فذلك أسخف ما قد يكون. وقيل ما يكونُ المكتوبُ غير عن ما يهيم به المرء؟ وهل يهيم الكاتب بغير كتابته؟ بل هل يفهم كيف تشده الأوراق بعنفٍ، أو كيف تضرب حَرْبَةُ الكلمات صدره؟ أوَ يفهم كيف تُغزَلُ الحبكة وتُخاط المعاني فيما ينامُ نومة أهل الكهف؟
هل لا يُكتبُ عن فن، أو بِدعةٍ، أو نعمةٍ، أو صِنعة تخرج مكنونات القلب إلى حيث نِعمَ المستقر؟
ألا يُكتبُ في فهمِ لغةٍ تستطيع تلخيص كونٍ بأسره في عدة كلمات؟ كأن تقول مثلاً : "حذاء رضيع للبيع، لم يلبس قط"؟
#حنان_فرحات
#تمرين_كتابة
٢٠٢٠