Jan 5, 2020

قيد الانتظار


أزهَرَ اللوز ولمّا تَصِل الرسالة. كان مُضحِكاً أنني أرسلتها في زمن الانترنت، وتَبِعتُها عبره بنظام الترقّب لضمان وُصولها، لكنها ضلّت سبيلها على أحد مفترق الطرق. كَتَبتُ فيها جملتين مقتضبتين، لأنّ الهدف لم يكن الكلمات بل فكرةَ الرسالة بحدّ ذاتها.

على الطرف الآخر كانت صديقتي تنتظر الرسالة على أحرّ من الجمر. ترسل لي رسالة نصية مساء كل يومٍ تستفسر فيها عن محطّة الرسالة التالية. مَضَت الأيام العشر ولم تصِل الرسالة. ثمّ أقبل الشتاء وتراكمت الثلوج، وصديقتي التي لم تَعُد تُرسِل لي رسالة يومياً، ظلّت تُراقب مدخل دار بيتها من النافذة لعلّ ساعي البريد يُطِلّ وبيده الظرف المنشود.

أزهر اللوز ولمّا يأتِ ساعي البريد، ولا بانَ للرسالة أثر. زُرتُ صديقتي أستأنس معها ساعةً من الزمن، فاقتربتْ منّي اقتراب المُذنِب وهمست لي: "صرتُ أخافُ أن تصِل... ماذا سأنتظر بعد ذلك؟".

#حنان_فرحات ٢٠٢٠
#تمرين_كتابة ٧