Jul 19, 2015

البسمة عيد



"..أفتح عيني كما في كل عيد،

لم أعد أرتدي روح الطفل الذي يوزع ثيابه الجديدة امام السرير كي يرتديها أسرع ما يمكن حين "يأتي العيد"
الثياب الجديدة لا تزال موجودة، وإن في إحدى زوايا الخزانة، مطوية باهتة، لا لون للعيد فيها.
 
لكن حين يدخل خالي صباحاً ليعيدنا قبل أن يذهب للصلاة، علي أن أكون جاهزة. لا بأس إن بغير ثوب جديد، علي فقط أن أستعد لجملته المعتادة:"أين ثياب العيد" وهو يضحك.."لم يأت العيد إليكم بعد!".

ربما الحقيقة القاسية كسرت في براءة تلك البهجة. العيد لا يأتي، بل نحن من نذهب إليه أو لا نذهب.
لذا لا يهمّ.

سأرتدي له البسمة اليوم، ستكون عيدي، فالبسمة عيد، والصحة عيد، والأهل والأحباب من حولنا أجمل عيد."

أقصوصة


منذ خمس سنوات، قبل ان يصبح الهاتف الخلوي جزءاً لا يتجزأ من مشاغلنا اليومية، كنت اتفقد حسابي على الفيسبوك عبر لابتوب اخي (شكراً له💕) وحدث ان نادتني امي لأمر ما. حين عدت وجدت ان علي اعادة ادخال كلمة المرور، واذ بأخي يطل من وراء الباب بابتسامة بريئة.
دون ان افكر، ابلغت عن فقدان الكلمة السرية بدل ان اسأل اخي الكريم عن الكلمة الجديدة، واقررت بأنني لست من غيرها، فما كان من ادارة الفيسبوك -حرصاً على سرية حسابي مشكورين- ان يوقفوا حسابي مدة شهرين.
بعد القليل من المناوشات -السلمية- اقتنعت ان شيئاً لن يتغير بخصوصه وعلي ان اتقبل العيش من دون فيسبوك لشهرين، او ان اجد حلا بديلاً.
في الواقع كان جمع الأصدقاء حينها صعباً، خاصة عندما تريد لقائمتك ان تقتصر على من تعرفهم شخصياً، فما كان لي الا ان اذرف دمعة على ذكرى الرقم الذي وصلت اليه، واعيد البدء من جديد.
الحساب الجديد كان بمثابة حياة جديدة، منظور مختلف بوزن صداقات اقل. وجدتني بحثت عن افراد العائلة والاصدقاء المقربين فقط، لاطلب صداقتهم. وبررت لنفسي بأن هذا يكفي كبديل لمدة شهرين.
الواقع انك في هذه الحالة، ستبحث عن من يهمك فقط.. اما من سيتنبه لوجودك فهم:
من تهمهم بشدة- بنوايا حسنة-
من تهمه معرفة تفاصيلك لغرض الحشرية
من يظهر اسمك في قائمة من قد يعرفون
بعد شهرين عاد الحساب السابق، وقمت بتنظيف قائمة الأصدقاء ممن لن يعني لي وجودهم شيئاً.
اما اليوم، فأظن أنني لو فقدت حسابي مجددا فلن احزن. ألف ونيف من الاصدقاء يمكن جمعهم مع الوقت، إنما من تريد وجوده في قائمتك بشدة فلن يغيب اسمه عنك.
دمتم وحساباتكم بخير