كان ل"وطن" رقعة كبيرة مخيطة من جلود الجمال،
فقرر الانطلاق في رحلة البحث عن شعب يحبّه.
مرّ "وطن" برجل فقير فعرض عليه مرافقته، لكنّ
الرجل رفض.. فاقتطع "وطن" له من الرّقعة ما يكفيه ليسكن إليها في ليله،
ثمّ أكمل.. وفي طريقه، صادف راعي أغنام، فعرض عليه مرافقته لكنّه رفض محتجاً بمرعى
أغنامه.. أشفق عليه "وطن" وأعطاه قطعة تكفيه لمنامه أيضاً.
ثمّ قرّر"وطن" أن يقدم من رقعته إلى كل من
يصادف. هكذا يكون قد وجد له شعباً يحبّه وينام على أرضه!
قطع الأميال سيراً، والأمتار من رقعته سوياً..
جزّأ الرقعة رقاعاً ثمّ انطلق إلى الغنيّ والفقير يقدم
لهم ما يؤويهم..
ظنّ أنّه جمع لنفسه شعباً حين مزّق رقعته.. لكنّه إذ جاء
الليل وخلا بنفسه أدرك أنّه في الواقع شتّت نفسه، وبدل أن يلمّ شمل الشّعب على
رقعة الحبّ، انفرد كلٌّ بجزءٍ، وتركوا الحبّ ل"وطن" الذي لم يترك لنفسه
رقعة تؤويه..
لكنّ الأوان قد فات..
قرّر وطن حينها أن لا يقدم لشعبه شيئاً.. فمن يصدق في
إحساسه لا يحتاج رقعةً يبرهنه فيه، ومن يحبّ "وطن" لا يطلب مقابلاً
لحبّه..
وهكذا كان..
June 18, 2014