المنبر لشاربي الليلة،
هذا الذي أحلف به كلّما اقتضى الأمر دليل صدقٍ، وكأنّه الأهمّ
لا الصدق.. الذي تمتد إليه الأصابع لتتعاون على نتف شعيرات منه كوثيقة إثبات لما
أدّعيه..
إسمعي،
أنا لا أكذب حين أخبركِ أنني أحبّك، لكنّ كلّ ممنوع مرغوب..
فمتى علقتِ في الشّباك، يجب أن تعلمي أن إلقاءكِ في البحر مجدداً أصبح وشيكاً..
لا يجب أن تكوني غير جديرةٍ بالحبّ حتى أترككِ وأمضي.. ولا يجب
أن يكون "شيء ما تغيّر"، وليس بالضرورة أن تكون هناك إجابة لسؤالك لمَ
أُقلعُ الآن بالضبط عن حبّك.. ببساطة، لا أعرف..
قد تكون هناك أخرى قد أعجبتني.. وقد لا..
وقد أكون مللت.. أو أنهيت الكلام حول كلّ ما يجمعنا.. أو أصبحت
أفضّل لوناً آخر.. أو أوقعتني في الحبّ قصيدة شاردة جعلتني أصطاد في غير مائك..
لكنّ المهمّ أن تعرفي أنني فعلاً اهتممت لأمرك.. لم يكن ما بيننا
عادياً.. ولست حائطاً من غير إحساسٍ كما تظنّين.. أنا أشعر بأنني في زاوية ما..
مكبّل الأنفاس مكتوف الأيدي مكتوم السمع.. قد أكون ظلمتك.. لا أدري بالضبط كيف..
ولا أدري ما الحلّ كي تغفري لي.. ولا أدري إن كنت حقاً أريد التكفير عن خطأي..
قد أكون غادرت كي لا تتركيني أولاً.. أو ربّما علّلت لنفسي ما
فعلتُ بهذا.. وقد أكون حقاً لا أستحقّك..لكن الآن أقول لك بضمير مرتاح، تضربه
مطرقةٌ يومياً لكنّه لا يسمع إلا طرقها.. لا يحسّ بها.. أريدك أن تكوني مع أحد
أفضل مني.. أحد لا يحبك دون خاتم في يدك.. أريدك أن تكوني بخير..
إنما ليس بجانبي.
September 13, 2015