Oct 2, 2015

رسالة واردة




العزيزة حنان،
الكتابة إليك كتابة لنفسي .. ثرثرة في فضاء واسع، جريٌ في هضاب لا أسوار لها، غرفٌ من نبع مياه لا ينضب..
الحروف التي تصطف لك هنا لن تخذلك غداً.. تستغربين؟ بعض الحروف، نعم، تخذل.. وبعض الابتسامات تذبل.. وبعض الأمنيات تخيب. ولا يبقى بعد مضيّ الأيام إلا المشيب. أنت فقط من يحدد له نطاق التوسع، والخذلان يجعلك تفتحين الباب على مصراعيه له، فغضّي النظر عن الخسارات كما لو أنّها مجرّد حاجز يعدو حصانك سريعاً ليقفز عنه..
عزيزتي،
بحروف غير حادة الأطراف أكتب لك، وأنا أعلم أن بعض الأصوات تؤلم أكثر من الأسواط، لأقول لك إن رنين الضحكة يستطيع أن يخفي كل الألم. القليل من الوقت، والكثير من الرنين، فيختفي الألم.
حنان،
أكتب لك اسمك كي تقرأيه، فكما يُنادى الشخص بالاسم ليُعلَم بالمصائب، ينادى به ليُخبَر بأن هناك من يحبّه، وهناك من لا يأبه لهفواته، وهناك من لا يقف رقيباً على خطواته وسكناته.. لكِ كما لكل شخص من يقدّرك ولو عن بعد.. يفتقدك ولو لمصلحة.. يذكرك ولو عن طريق الخطأ.
تعلمين.. تمرّ كثيراً أمامي في الآونة الأخيرة حكم وأمثال تحفّز على تجاهل من لا يهتم بنا.. ولا أدري إن كنت سأقنعك بأن تتبعي هذه.. لأنّ شعور المودّة ذاك فطريّ لا يبذل لمقابل.. وبالتالي يصعب التخلي عنه حتى بعد الصدّ أو الردّ.. لكنني أجد من الأنسب أن أقول لك إن من لا يقابل مودّتك بمثلها خاسر. ليس لأنك حنان.. بل لأن الخسارة هي خسارة من يحبّنا ويهتم لأمرنا.. لا خسارة من نحب نحن.
اهتمّي بنفسك، وأبقي على أحلامك مدوّنةً بترتيب وانتظام.. كي لا تطيرها ريح الانتكاسات.. فالجوّ عاصفٌ.. جداً.
صديقتك مقابل لا شيء،
المُحبّة.
October 02, 2015,