يستعد المصلون لصلاة التراويح، يتزاحمون للوصول إلى الصف الأول، ثم إلى صحن الكعبة، ثم إلى داخل الحرم، أو شرفاته، أو محيطه.
يوم ذاك، لم نستطع إيجاد مكان أقرب إلى الكعبة من مجمع تجاري.
إنه العشر الأخير من رمضان عام ٢٠١٠.
يفترش الناس الأرض. كل أرض.
تُغلق المحال قبل الصلاة بدقائق.
كل امرء يومئذ إزاره سجادة صلاته، فتراها تغطي البلاط والاسمنت والزفت، حتى الأدراج. كل ما يمكن أن يتسع لجبهة يصبح مساحة للسجود. يتزود المصلون من مكة وغيرها للليالي الوترية، يحضرون معهم ما تيسر من تمر وماء. بعضهم يُكثر مما يُحضر ليُوزع على المصلين.
أقف مصليةً مبتدئة في المكان الذي حظيت به. لا سجادة معي إذ إنني توقعت الصلاة في الحرم. لم أظن وأنا المسافرة إليه أن عليّ الحث بالخطوات أكثر.
تجلس بجانبي سيدة فاضلة. تمد سجادتها لها ولي مناصفة. تسألني من أين أنا، ثم تخبرني أنها تركت بناتها اللواتي في مثل سني في منزلها الذي يبعد عن مكة قرابة الساعة. "لا استطيع أن أصلي التراويح غير هنا. رمضان يعني الحرم".
أبتسم. ليت رمضان يعني الحرم لي كل سنة.
أفكر الآن بعد عشر سنوات، هل تصلي تلك السيدة السنة هذه في الحرم؟
الله أكبر الله أكبر، حان وقت الصلاة.
حنان فرحات ¦ ٢٠٢٠