Mar 3, 2020

زهر اللوز

" يمكنك أن تقول إنني معلّقة، لكن بعض الأشياء جميلة بالحيرة التي يولّدها انعدام توازنها، كزهر اللوز مثلاً، لا لونُهُ واحد، ولا وجوده دائم، ولا موقعه في الهواء ثابت..
ولو جئت تبرر ثبوته بثبوت أصله، فللنسيم الذي يحمل ريحه أن يشد من عزم قبضته قليلاً فيقتلعه.. لكنّ ذلك يختصر لاحقاً بكلمة أو اثنتين:
 بَرَدَ الزهر!
 وهل أقسى من البرد على الرّقّة؟ وهل أكثر حزناً من الصفعة التي تتلقاها الوريقات من حامل مِسكِها؟ لكنّ ما يهوّن الأمر مآل الزهر المحتّم، فهو إما إلى ثمرة فَيَدٍ ثم فمٍ إلى معدة، أو إلى برد فيهوي كالفؤاد المكلوم. وفي كلتا الحالتين،.. أظن أن عليك أن تنسى كل ما أسرفتُ في وصفه، ماذا كنا نقول؟ أنني كزهر اللوز، معلقة، وبعض الأشياء جميلة بالحيرة التي يولدها انعدام توازنها."

حنان فرحات | ٢.١٨