إن تفصيلاً صغيراً كفيلٌ بقلبِ كيانك أربعاً وعشرين ساعة، ما لك لا تأبه بالتفاصيل؟
Dec 31, 2019
أسئلة من دون إجابات
Dec 25, 2019
أين؟
-تقصد أين تذهب بنا؟
-أقصد أين تغيب بعد أن تضرم فينا النيران حتى ننسى الأسباب الأولى؟
-ربما تتبخر...
-ولكنها تصبح جزءًا من ماهيتنا...
-ربما..
- يبدو أن كل ما في الأمر أننا - من غير أن نعي- نتبخر معها..
منشور نيسان | بيان وحنان
اقتربْ قليلاً،
قليلاً بعد...
ها أنت ذا، كأنني... كأنني عرفتك!
حقاً عرفتك!!
بيان:
ههه. لا تجِب!
أظن أنني أنا الأكبر حجماً.
تعرف؟ كنا دوماً نظن أن البطل الذي يتسلقك صعوداً لا يمكن أن يسقط في هوة الأحزان قط. قلما كنا نفكر حينها، أليس كذلك؟ أنت تعرف أفضل مني. كنا صغاراً، وكنت لأعيننا التي لا تكبر الحصى تبدو عملاقاً، وعليه فقد كان يوجد ارتفاع وهمي بين الوحش ورأس القلعة. لعبتنا.. كنا نهرب من وحش الحزن الذي يتموضع في الأسفل، نتسلق طولك الممشوق، ونعربد في الأعلى. اليوم يا أسفي، طولي الممشوق يطول الأرض.. مهما علوت فهاتين الساقين لابد ستتدليان إلى أسفل، باستطاعة الوحش الذي يشتهيها أن يهشم سعادتها المترنحة كلما حلت له قضمة. ولن تريد أن تعرف يا طال عمرك كم قضمة زرع الزمان في ساقي منذ المرة الأخيرة التي علوتك.
من رآك طفلاً تتسلقني لم يكن ليصدق أن طيشك سيغدو يوماً رُشداً.
ها أنت ذا، رجلٌ، بطول أولئك الذين لطالما تمنيت أن تصبح مثلهم. لكنّ الطول لا يورث الابتسام.
مالَك متجهم عبوس؟
مالِ فرحتك انقلبت حيرة؟
أين وقفتك الواثقة، متكئاً عليّ، رجلك مطوية خلفك ويدلك تشيران لهذا وذاك؟
أين العصابة، والفريق، وال"إخوة للأبد"؟
أين صوتك يا رجل! أذابَ في صورتك رجولةً، وامّحى مفعوله في ما عدا ذلك؟
انطق لعلّ صوتك يكسر جمودي فأردّ...
أراك لا زلت على قسمتك من المعرفة. وليس بنيتي أن أنكد عليك رغد الحياة، ولكنك غمست ملحاً في جرحي.
هل ترى أبعد من هذا الملعب أنت أصلاً؟ أبعد من سطح المدرسة أو باحة الباصات؟ خارج هذه البقعة يوجد عالم دوي الحزن فيه يلتهم ضحكات الأطفال، يفرمل سرعة الجري، ويضاعف اللهاث والبكاء. كانت هذه حوادث عرضية هنا. تنحشر في زوايا الملعب إن وجدت، أو أمام غرفة المديرة أو مسؤول الإسعافات.
في الخارج يا صديقي، لقد استعمرت أرضاً بكاملها. كبحناها هنا فانتشرت كالمرض الخبيث. وإن كنت تسعى خلف ضحكة فقد حشروها في زوايا العالم، على الهامش، وكمموا ثغرها البريء.
لا هم يخبرونني عمّا خلف الأفق، ولا أنا أسأل.
وماذا يفيدُ السؤالُ ان استحالت عليّ معاينة وقائعهم كما كان الحال عليه من قبل؟
أشهد كل يوم لعب الأطفال كإشراقة الشمس، ولا أتعب إلا إن كانت الشمس تتعب... ثم كلما غابت أفكر، هل سيكونون أوفياء للبوابة التي تمنعهم من الابتعاد، وتكون قضبانها سجناً لشياطين أنفسهم، وعلوُّها طموحاً لهم ريثما يجدون البديل...
هل يعجبهم عالم الكبار؟
هل يفتقدون اللعب تحت نظري؟ وهل نال كلٌّ منهم نصيبه الذي يرضيه من طول البدن وطول الشاربين؟
مالك يا حسام تقف ساهماً مثلهم؟ لماذا تبدو الكلمات على وجنتيك وفي عينيك، ثم لا يتحرك لسانك؟
ما لها يدك لا تمتد إليّ؟ هل أصبحت قديماً على كفّيك، بالياً عجوزاً على أحاديثك؟
كنت أظن أنني لن أعود إلى هذه البقعة من الزمان حزيناً، أو مشتاقاً، أو طامعاً. قنوع أنا، لا زلت حسام الذي يكتفي بنصف عروسة الزعتر يأكلها على عتبتك ويمضي يقتات على بهجة الركض بين الرفاق، والضحك في وجه السماء جهلاً بنية أقدار تخبئها تحت أزرق وادع، رؤوسها مصوبة نحو قلبي.
دوماً كنت أظن أني سأعود إليك سعيداً راضياً بقسمتي من براءة العالم وفرحته، أجرّ في كفي إلى كفّك طفلاً يقاسمني ملامحي وشغبي وخيالاتي التي لم تنفك تذكرك منذ البعيد. أودعه أمانتك، ثم أتلقاه مع كلل الشمس، لا كل ولا مل.
يبدو أن الأقدار في ذلك اليوم البعيد لم يرقها تبسمي في وجه السماء. ظنتني أسخر من قدراتها.. فأفلتت السهام.
ليس في كفي يد طفل أمدها إليك.
لم تشخ قط على أحاديثي، ولكن يبدو أنني أنا الذي شاخ على كل شيء.
ولم أسمع عنك ممن جاء من قبل. ولن أدعي الوفاء لك...
ما الذي أفعله سوى الوقوف مذ ضربني الحدّاد ضربته الأولى لأستقيم، فجعلني معوجّةً أنتظر نهاية الخدمة؟
سمعت أن لكل إنسان ضربة كهذه، أحياناً باردة، وأخرى تغلي... ولعلها تكون بعدما تغادرون هذه الفسحة.. ولا أدري إن كان حقاً يعني لي بقاؤكم، أو أنني أقتات على التغيير...
ولكن شيئاً يكاد يصبح واضحاً.. لعلّي أنا التي لا أسمع..
فكرة
يا الله! كيف يحمل كفّها رأسَها المحشوّ بالأفكار؟ وهل تراها تُطل من الشباك لعل الأفكار تطير؟ أم إن الأفكار تتبخر مع الوقت فتقف وقفتها تلك تستجمع الأفكار من منظر الليل البهي؟
لمَ تظنين أن رأسها محشو بالأفكار؟ لعل أصحاب النوافذ المظلمة، أصحاب الفوانيس المطفأة، والمصابيح غير المشعلة، هم الأوْلى بازدحام الأفكار. هم من أنهكهم النهار فلم يقدر عليهم الليل.. أودَعهم النومَ بعد أن اجتمع ثِقَلُ الكون فوق جفنيهم. لعلهم هم المنهكون...
Oct 13, 2019
فاصل السعادة
لطالما كان جوابنا لأهالينا عن سؤالهم باستنكار: "من أين لك هذا؟"، "من جدتي".
كلمتان تجعلان المال الفائض في جيوبنا شرعياً، وتنقلاننا إلى المرحلة الثانية من الاستجواب: "لم قبلتم أن تأخذوه منها؟"، وحين لا يجدون جواباً ستكون خاتمة الحديث : "هل شكرتموها؟".
مسكين من لم يذق طعم الألف المدسوسة خفية في يده مع غمزة. لا مجال للشكر حيث ان القصة عملية تهريب متفق عليها، ولا مجاملات بين الشركاء :) تجلس بعد ذلك مبتسماً دافئ الجيب، لتستكمل الدلال بملء المعدة. كل ما لذ وطاب واستغرق وقتاً وجهداً للاعداد يكون جاهزاً حين تطل من الباب. كبة العيد، وحصتك المحفوظة "من غير لحم او بصل" كما تحبها تماماً، وبوظة الصيف المدقوقة المعجونة من حصاد الشجيرات حول منزلها، كان توتاً أو لوزاً بالحليب. وبين هذا وذاك، تحتار ماذا تفضل من بين يديها، فكل ما تعدّه بركة، وكل ما تعطيكَ اياه عسل.
ولما تفرغ من ذا وذاك، تجدها تمسك رجلكَ الصغيرة لتتأكد من حرارتها شتاء ثم تغيب لتعود إليك بجورب من الصوف "يقتل البرد. وقُبلة الجبين مقياس للحرارة لما تمرض، فهي الممرضة والطبيبة، تضرب الإبرة وتصف لك الحساء الساخن وكمادات الأعشاب للرضّات والتشنجات.
وهي الأم في غياب الأم، والصديقة في قربها، والمعطف في البرد، والنسيم في الحر.
وحين تغيب الجدات، يقف الوقت وتأخذ السعادة فاصلاً طويلاُ.
لعلّ تلك حكمة الكون، كلما نقص جدة، أصبحت ابنتها جدة. فيظل العالم متوازناً، فيه من يناول الحلوى، ويدس الألف باليد، ويدفئ القلب في روعه، ويصلي ركعتين كلما حل الليل، تبقى حارستين لك ما دام في قلبها نبض.
حنان فرحات
الرفيد ١٣/١٠/٢٠١٩
Aug 15, 2019
سيلفي!
Jun 29, 2019
علاء الدين في كولومبوس
قفز علاء الدين من الكتاب فور أن فتحته.
نظر إلي شزراً ثمّ أطال التنهد.
-ماذا تفعلين هنا؟
- أنت ماذا تفعل هنا! هذه ليست بلادك!
- أبلادك؟
-لا... أجبت بتردد. لكنني في زيارة قصيرة، أما أنت فمتربّعٌ في كتابك على رفوف هذه المكتبة كأنك مطيلُ الجلسة!
-وما الضير في ذلك؟ تبادل ثقافات.
-آه. واضح.
-أتستهزئين بي؟
-أبداً. لكن عدد النسخ الباقي على الرف يشير إلى صمود الثقافة ههنا في هذه الزاوية الصغيرة من المكتبة ما 😅. قلت مبتسمة.
-أنت لا تعرفين القوانين والتدابير هنا. متى نفذت النسخ يتم تزويد المكتبة بالنواقص.
-حسناً؛ لا يهم.
-ها، أخبريني، ماذا رأيت في زيارتك؟
-القصيره،
-زيارتك القصيرة.
-رأيت لطفاً وتنظيماً وكل ما يسهل الحياة.
-جميل، إذا أنت باقية هنا؟
-وجدت المسهلات، لا الحياة.
-يختلف الأمر حسب تعريفك لها.
-في كلامك منطق أحترمه.
-ما بالك تتلفتين يمنة ويسرة؟
-لا شيء. عد إلى مكانك بين دفات الكتاب لأكمل جولتي.
-لم ننهِ حديثنا بعد!
-أعود إليك لاحقاً.
-قلت ان زيارتك قصيرة!
-تكفي لكي أعود :)
-حسناً، سأعتبر ذلك وعداً؛
-يمكنك ذلك..
هز رأسه غير واثق بما أقول، فأنا لم يبدُ عليّ برغم ملامحي الأجنبية عن تلك البلاد أنني مستمتعة كثيراً. في بلاد ال wow لا ترقى كلمة "جميل" للتعجب الذي يسري في أوصالها.
انسحب علاء الدين عائداً إلى الكتاب آخذاً معه الألوان والغبائر التي أعاثها حيث حلّ. لم أتأكد مما رأيت، لكنني قد أعود لأكمل الحديث، وعندها يبان الواقع من السراب.
حنان فرحات | حزيران ٢٠١٩
كولومبوس-أوهايو
Barnes and Novels Library
Jun 27, 2019
الحبّ أبجدية وغرقت في الألف | حكاية نادي كتاب
شعار نادي ألِف للكتاب |
16-أيلول 2016
أصبح لألف صفحات على موقعي انستغرام وفيسبوك. خلال يومين، أًصبح له 500 متابع ... ها هو يضع قدميه الصغيرتين على الأرض. إنه يستعد للحبو!
صورة من اللقاء الأول |
أول فواصل كتب اعتمدها النادي |
29 أيلول 2017
الكتب التي تم تبادلها في الذكرى السنوية الأولى |
الرسائل التي تركها الحاضرون للنادي |