قراءة الكتابِ هي النظرة الأولى إليه، أما معرفة سيرة حياته فأوْلى من النظر للحكم عليه؛
كيف بدأت الفكرة،
من أين جيء بعنوانه،
كم استنزف من الوقت والجُهد،
كم امّحت صفحات منه قبل أن يُبصر النور،
وكيف خيطت أفكارٌ دونَ أخرى..
ثمّ أيُّها -من السطور- أحبُّ إلى قلب كاتبها،
وأيها التي استعصت على الممحاة مع أنها لم ترُق له..
متى طُبِع الكتاب وكيف...
كيف اختار له الكاتب لِباسه -غلافه-،
وكم انتظر حتى خرج من غرفة العمليات..
هل أعجبه من النظرة الأولى أم إن وليّ العهد لم يكن على القدْر المتوقع من الوسامة؟
وهل كانت له رائحة الكتب الزكية أم إن ما يُحكى عن روائح الكُتب مبالغة محضة؟
ثم هل غار عليه حين حمله غيره؟
وهل حزِن عندما نظر إليه قارئ ما بلا مبالاة؟
وهل شعر بالفخر عندما رآه على رفوف المكتبات لأول مرة؟ وهل جعله رونق كتابه البِكر ينسى ألم الكتابة فيُعيد الكرّة؟
#حنان_فرحات