Jun 29, 2019

علاء الدين في كولومبوس

قفز علاء الدين من الكتاب فور أن فتحته.
نظر إلي شزراً ثمّ أطال التنهد.
-ماذا تفعلين هنا؟
- أنت ماذا تفعل هنا! هذه ليست بلادك!
- أبلادك؟
-لا... أجبت بتردد. لكنني في زيارة قصيرة، أما أنت فمتربّعٌ في كتابك على رفوف هذه المكتبة كأنك مطيلُ الجلسة!
-وما الضير في ذلك؟ تبادل ثقافات.
-آه. واضح.
-أتستهزئين بي؟
-أبداً. لكن عدد النسخ الباقي على الرف يشير إلى صمود الثقافة ههنا في هذه الزاوية الصغيرة من المكتبة ما 😅. قلت مبتسمة.
-أنت لا تعرفين القوانين والتدابير هنا. متى نفذت النسخ يتم تزويد المكتبة بالنواقص.
-حسناً؛ لا يهم.
-ها، أخبريني، ماذا رأيت في زيارتك؟
-القصيره،
-زيارتك القصيرة.
-رأيت لطفاً وتنظيماً وكل ما يسهل الحياة.
-جميل، إذا أنت باقية هنا؟
-وجدت المسهلات، لا الحياة.
-يختلف الأمر حسب تعريفك لها.
-في كلامك منطق أحترمه.
-ما بالك تتلفتين يمنة ويسرة؟
-لا شيء. عد إلى مكانك بين دفات الكتاب لأكمل جولتي.
-لم ننهِ حديثنا بعد!
-أعود إليك لاحقاً.
-قلت ان زيارتك قصيرة!
-تكفي لكي أعود :)
-حسناً، سأعتبر ذلك وعداً؛
-يمكنك ذلك..

هز رأسه غير واثق بما أقول، فأنا لم يبدُ عليّ برغم ملامحي الأجنبية عن تلك البلاد أنني مستمتعة كثيراً. في بلاد ال wow لا ترقى كلمة "جميل" للتعجب الذي يسري في أوصالها.

انسحب علاء الدين عائداً إلى الكتاب آخذاً معه الألوان والغبائر التي أعاثها حيث حلّ. لم أتأكد مما رأيت، لكنني قد أعود لأكمل الحديث، وعندها يبان الواقع من السراب.

حنان فرحات | حزيران ٢٠١٩
كولومبوس-أوهايو
Barnes and Novels Library