Jan 9, 2018

إزعاج


لا تعجبني الأشياء العادية، ولا الأشياء الضخمة. وفية جداً للتفاصيل؛ حاملة مفاتيح، زر من اللون المفضل، أقلام ملونة، ريشات رسم لم تصنع لتستعمل، ودفاتر صغيرة بعدد اللقاءات.

يزعجني التكلم بضمير الجماعة،  والنرجيلة، والألقاب حيث لا مقام احترام.
تزعجني الرغبة بإصلاح المجتمع قبل إصلاح النفس.
يزعجني الكلام عن الانجازات كأن لا أحد أنجز مثلها، وعن العلاقات العابرة على أنها مفخرة.
يزعجني التملق، والرغبة بالتألق، والسعي للشهرة، والرغبة اللاارادية بالبكاء، واحمرار الخدين، والسباب والشتم، وازداوجية المعايير، وتعدد الأوجه.
والسياسة.
وكل كلمة من أعلاه تساوي بحراً من الوصف والإيضاح، لكنني أؤثر عدم الإسراف ههنا. وإن كان كل ذلك يزعجني، فليس أكثرَ مما يسعدني.

لا أذكر أنني فرحت فرحاً غامراً إلا مرتين. كل محاولات مفاجأتي كانت تكشف قبل دقائق، فتذوب الفرحة. تبقى فرقعاتها القليلة الباهتة كلغم مفرقعات رطب، فشلتْ محاولة إشعاله لكنه حاول قدر جهده أن يؤدي غرضه قبل أن تنتهي حياته. لكنني أؤمن أن السعادة صنعة تبدأ من الرضى. وإن ترنحنا في حياتنا بين الحزن والفرح، والانزعاج والقبول والتأقلم والرضى، فإن الغالبَ حيث تميل الكفّ ويميل القلب.

تبنى السعادة على الانكسار، ويبنى النكد على أكوام من العطاءات. وما لَبِناتُ بناء الفردَ إلا من اختياره.