Sep 7, 2011

معلمتي...

معلمتي...
حين كنت صغيرة، علمتني كيف أكتب رسالة إلى شخص عزيز...لكن...فاتني أن أسألك...هل يا ترى لرسالتي أن تصل بعد أن تغادر روحه عالمنا؟؟
 معلمتي العزيزة...إليك القصة ولكِ أن تحكمي...
منذ سنتين... انضممت إلى المقرأة في مركز الأبرار التربوي برفقة بعض زملائي في الدراسة. حين قصدناها أول مرة، استقبلنا بوجه بشوش وابتسامة عريضة، وتبادلنا أطراف الحديث، حتى انتهت الحصة...كانت كذلكَ كلُ حصةٍ...مرّتِ السّنة كما لو أنها لم تمرّ... نحفظ القرآن، ويشرح لنا آياته، وقصصه، ونتلقى بين الفينة والأخرى حكماً في التجويد لنطبّقه في ما حفظنا...كانت تمرّ الأيّام بسرعة...
ذات يوم...أتيناه وإذ به حزيناً، يخط بقلمه كلماتٍ على إحدى الوريقات بين يديه...كان يرثي فقدان أحد أصدقائه الأعزاء الذي كان يهمّ بزيارته عمّا قريب، إلا أن القدر سبقه...روى لنا كيف التقى به...كان يرسم على وجه ابتسامة تكاد تصل إلى جفونه المغرورقة بالدموع، تماماً كالتي ترتسم على وجهي وأنا أكتب إليك كلماتي...لقد أحبه في الله...
آيا معلمتي أجيبي! أين أبثّ حزني؟ لمن أوجّه كلماتي وقد غاب من غاب؟ في قلبي حسرة تزيد كلّما تذكرت كلماته التي انتظمت شعراً حين توفي الشيخ فتحي يكن،ومن ثمّ الشيخ خليل الصيفي رحمهما الله... كنت أبدي إعجابي بما يكتب... إلا أنني لم أكن أدرك ما معنى أن تَصِفَ لوعة القلب بالحروف... والآن...تخونني الكلمات، وتأبى أن تنتظم...أتراها تغار من دقّات قلبي الذي يرتعش كلّما مرّت ذكراه؟...
نعم معلمتي،...لم يَعُد لنا أن نذكر اسمه، إلا ونقرنه ب"ذكراه"...ونِعمَ الذكرى...
كنت  أصادفه على الدرج، فيقول لي: اشتاقت المقرأة لكم...وأقول له: ونحن أيضاً... ولكن الآن...أراني وَالمقرَأَةَ نشتاقُ إليه...
ما رأيك معلمتي؟ هل ستصل رسالتي؟ أم أن الأوان فات؟
رحمة الله عليك أستاذي الفاضل...<<أديب القادري>>...رحمة الله عليك
اللهم اجعل قبره فسحة من نور..
اللهم عامله بما أنت أهل له...ولا تعامله بما هو أهل له...
اللهم اغفر ذنوبه، وضاعف حسناته، وتقبل عمله الصالح....
 اللهم ارحمه ووسع مدخله إلى الجنة...
اللهم أسكنه فسيح جناتك...
طالبتك
حنان فرحات
الرفيد، 5-9-2011