Dec 30, 2023

رسالة إلينا في العام الجديد

 

شهد الغالية،
 
وددت أن أكتب لك ختام العام رسالةً أهمس فيها إليك ببضع كلمات، أدون ذكرياتك ومشاعري تجاهك.. لكن أمهات كثيرات تكتب تحت صور أبنائها على وسائل التواصل كيف كانوا وكانت أحلامهم وضحكاتهم قبل أن يتحولوا إلى أشلاء.. أشتري لك الثياب والألعاب فيما يودع الآباء بسكويتاً وجوارب في أكفان أطفالهم، أطعمك وأسقيك وأهذب شعرك فيما تحشّ الأمهات ما تيسّر لإطعام أفواهٍ لها، وأخرى تُركت لا يُدرى لها راعٍ ولا كفيل... يصل الماء إلى عتبة منزلنا يا ماما في حين يُستهدف رجالٌ يسعون بالماء لأهليهم وللنازحين، ندون قوائم إنجازاتنا فيما تتلخص قوائم آخرين بالنجاة، ونطيل لوائح الأمنيات فيما يختصرونها بالنجاة.
 
لم يكن العالم على غير هذه الصورة أبداً، ولم تكن الصدفة سبباً في كل ما يحصل، بل أقدارٌ نسأل الله أن يهيئ لنا الصبر إذا وقعت، والحكمة إذا طالت، والرضا بما قُسِم لنا. ولكننا نسعى بما بين أيدينا، ونقيم وزناً للكلمة في نصرة الحق، ونبذل الجهد لإحياء الضمائر وإيصال الأمانات؛ أنهم لم يكونوا يوماً إلا أهل حق، لم يكونوا أفكاراً عابرة، بل بشراً من لحم ودم، لهم ذكريات وأماني وإنجازات، ولهم أحبة وأماكن مفضلة وتفاصيل تخصّهم وتفضيلات يحبّذونها، وإن اصطفاهم الله في هذه الأرض الطاهرة، فنسأل الله لهم العون والصبر، وأن يستخدمنا ولا يستبدلنا، وأن يكتب لنا نصرة إخواننا قولاً وعملاً.
 
لتكن هذه الرسالة وصيةً وتذكرة لي ولك، أن لا نحقرن من المعروف شيئاً، فرُبّ كلمةٍ تهزّ عروش الطغاة، ورُبّ دعاءٍ يسدد الرّمي، ورُبّ حشدٍ يصيب العدو في المقتل
🙏
حنان فرحات
بيروت
ك٢ ٢٠٢٤