1-
معروف أنك طالبة هندسة ، أين هي
العلاقة والرابط بين اختصاصك وأسلوب السرد والقصة المعتمد؟
في الواقع، الكتابة
أسلوب حرّ للتعبير، يحتاج، بلا شكّ، إلى مهارة في اللغة، وإلى معجم كبير من
المفردات لاكتساب الليونة، كما يحتاج إلى مخيّلة واسعة ليتمكن الكاتب من إيصال
شعور الشخصيات وطرائق تفكيرهم بما يتناسب مع المشهد المطلوب. لذا، فهو بعيد أشدّ
البعد من أيّ اختصاص في غير اللغات. وبالتالي، لا علاقة للسرد القصصي باختصاصي،
إنّما يمكن أن يُعتَبَرَ مُتَنَفّساً لي بعيداً عن الهندسة.
2-
الى أي حد تجدين في
الكتابة طريقة للتعبير عن الذات وكيف يعبر
"فنجان ظل فنجان قهوة" عن حنان فرحات؟
"عقل الكاتب في
قلمه"، فإن ازدحم العقل بالأفكار،
فلا راحة له إلا بالحديث أو الكتابة. وإن كان ما في العقل أدعى للحفظ، كانت
الأوراق أولى من أسماع الآخرين بتلقّفه.
ولا تكون الأفكار
معبّرة عن الذات بالضرورة. فقد تجسّد معتقدات أشخاصٍ آخرين، أو تتركّب في مشاهد تعيد
صياغة تجارب غير شخصية، كما حصل في أكثر من قصّة في المجموعة القصصية. وبالتالي،
تكون عملية الكتابة إمّا ذاتية مجرّدة ( كما في القصة الأخيرة: فصول من زيارتي للعدم)،
أو تحوي بعض التسرّبات الذاتية التي تغزو النتاج الكتابي (كما في باقص القصص).
3-
تبدو الحرفية في الكتابة جلية في كتابك الجديد.
من أين ذلك لطالبة هندسة مفترض أن تكون بعيدة كل البعد عن فن الكتابة؟
لعلّ للّهفة على
القراءة دوراً مهمّاً في بناء المعجم
اللازم للكتابة، وتنمية الخيال المطلوب من أجل تحصيل القدرة على تصوير الأحداث
بالدقة المطلوبة. كما إن الاستمرار في الكتابة، إلى جانب تقبّل النّقد البنّاء
يساعدان على تطوير الأسلوب أكثر فأكثر.
4-
لو خيرت بين الهندسة والكتابة كإيطار مهني، أي
مهنة تختار حنان فرحات؟
فكرة العمل في الكتابة
بشكل دائم تبدو خلّابةً، إذ لا متعة لدي أكبر من تمضية الوقت في الكتابة إلا
تمضيته في القراءة. لكنّني أرى نفسي في مجالات الهندسة المهنية، وإلا لكنت تخصصت
في اللغة العربية وآدابها. لن أنقطع بإذن الله عن الكتابة، وأرى أنّ كلماتي ستكون
أنقى وأكثر حريّة إن لم تكن مقيّدة بكسب العيش، حذوَ الكثيرين من الكتّاب
المهندسين.
5-
"في ظل فنجان قهوة" عنوان يقدم الكثير
من الاشارات والإيحاءات . ما الذي قصدته حنان فرحات من هذا العنوان بالضبط ؟
"في ظل فنجان
قهوة" هو عنوان لإحدى القصص الرّمزية التي تضمّنها الكتاب، وقد فسّرته بمقدّمة منفردة:
في ظل فنجان قهوة ثلاث:
قهوة، وفنجان، وظل.
أما سر الفنجان فسرٌ
أبيح على كل طاولة في كل مقهى متربع على إحدى رقاع الوطن.. وأما ظله فصرح يختبئ
خلفه الجميع من صدى اصواتهم،.. وأما اقهوة فحبيبات لما تنجح في إقناعي بأن
لمرارتها لذة.
وأما أنا، فمارّة من
جانب الفنجان، دوّنت كلماتها وغادرت تبحث عن آخر.
ولعل هذا المقدار كافٍ لإيضاح الإبهام المقصود.
6-
بعد هذا النتاج الناجح، هل من جديد في المستقبل
القريب؟
أعمل حالياً على مشروع
رواية مختلفة نوعاً ما، لكنّها ما زالت بحاجة إلى بعض الجهد. أتمنّى أن يسعفني
الوقت لتصدر في الأشهر القليلة القادمة.
جزيل الشكر للجامعة اللبنانية الدولية التي احتضنت توقيع الكتاب،
وتفضّلت بإجراء هذا الحوار معي.