Dec 5, 2012

أو أنه سيجيء..حين أقول

أمي..

جاء اليوم الذي أطفأ، فيه، موته غليلي، بعد أن أطفأت ذيوله عقب سيجارة في خدي..
جاء اليوم الذي اقشعر به بدني فرحا لفراقه..بعد أن اقشعر مرارا عند سريان الكهرباء في جسدي..
أو أنه سيجيء..
حين أقول:
"نسيت الألم كله في لحظة وصول خبره..
نسيت ضرباتهم على وجهي، وركلاتهم على رأسي، وربطهم لي على الكرسي..
نسيت طعم السوط على ظهري، وصوت الدولاب القادم نحوي، ومرارة الوقوف القسري..
نسيت ضيق الزنزانة، وصوت صديق لم يرأف به سجانه..
نسيت رائحة الجدران النتنة، وطعم كسور الخبز، وقطعة جبن عفنة..
نسيت العتمة، والاذلال، حتى أني قد أنسى خشخشة المفاتيح الصدئة..
نسيت تورم قدماي، وتخدير شفتاي، وخذلان جفناي في الأوقات الحرجة.."
..
أمي لن تنهال علينا بعد الآن، أياد تغرف بعضاً منا، وأخرى فاقدة للرحمة..
أمي،..
سيأتي ذاك اليوم، وتقبل دعواك أن يا رب
يا رب
 فك أسره
..