تَحضرني قصة طريفة بينما أغسل حبيبات الأرز التي اشتريتها والتي - بالمناسبة- لم أعرف حتى الآن لأي نوع تنتمي، فهي طويلة على أن تكون للأرز المفلفل، وقصيرة على فئة الأرز الطويل، وسمينة نسبة إلى أرز البسمتي، وتتسع عيناي ويضيق صدري إن ما سألني أحدهم في محاولة لتبديد حيرتي: مصري أو أميركي؟
أيام حرب تموز، أصريت على أمي أن أسير إلى السوبرماركت لإحضار أي شيء كان،
"ما بدك خبز؟؟"، استنجدت بالسؤال اليومي علّني أحظى بموافقة تغيّر شكل يومي الصيفي القَلق، فلما رأت أمي ما بي من إصرار، أشفقت علي.
تبعد السوبرماركت حوالي ال٥ دقائق مشياً على الأقدام، لكن تلك المسافة تصبح بعيدة جداً في حال لاحت طائرة حربية في السماء، أو حتى ورَد إلى آذاننا صوت قصف أو افتتاحية له.
فكرت أمي جيداً في شيء قد تحتاج إليه ولا يثقل أذرعي ذات ال١٣ عاماً، ثم كما توقعتم جميعاً، طلبت كيلو أرز. أعادت علي وصفه واسمه مرات عديدة، وهززت رأسي مرات أكثر. وكأنما في كل إعادة تُمحى الجملة التي سبقت.
ذهبتُ مشواري بسرعة كي لا أخرق قانون الحرب، الطريق الاسفلتي، ثم الترابي، تليه قفزة عن الحائط. أمسح قدمي من التراب، أدخل إلى المحل،يميناً حيث رفوف الحبوب، ويا للهول. ماذا كان نوع الأرز؟؟
مشيت بخجل ناحية عمو البائع، أنفّذ خطة الطوارئ بإتقان.
-ألو امي..
-شو في؟؟
-قلتيلي دقيلي اذا صار شي. نسيت شو نوع الرز..
-...
حنان فرحات ¦ ٢٠٢١
*ولا، ما رجعت عيطت عليي نهارها😃