عام حافل كان منتظَراً بالآمال والأحلام، بدأ بأن فتكت الحرائق بغابات لبنان، ثم انتفض الشعب معلناً الثورة لعل الواقع يتحسن، فإذ به يسوء. لم يطل الوقت قبل أن يفتك فيروس كورونا بالقطاع الصحي ويتأزم الوضع الاقتصادي ويدب الهلع من جوع محتمل، وتطل بين الفينة والأخرى بشاراتٌ بالحرب. لم يكن ينقص البعير إلا شعرة تقصم ظهره، وإذ بهراوة تنهال عليه.
انفجار عنبر رقم ١٢ سيخلد في ذاكرتنا وفي كتب التاريخ كما لو أنه الحرب، أو المجاعة، أو القحط، أو الفاجعة. لا يحضرني الآن إلا ذكرى مأساة مفاعل تشرنوبل. ما بعده لم ولن يكون كما قبله، وهذا بالضبط ما يحصل الآن.
الأرواح التي خطفت من أحبائها ان كان بالموت أو الفقد ستظل ندبات غائرة في القصص التي ستروى على مر السنين، والأماكن التي شحبت سيُشار إليها في كل حديث حسب التغيير الذي سيطرأ عليها.
ليلة طويلة عنوانها الاستهتار بحياة البشر ستغير شكل الحياة في البيوت وعلى الطرقات وبين الأزقة. نهاية عامٍ من سِنيّي، انتهت معه حيوات كثيرة، وفجعت حيوات أكثر.
اللهم ردّ للفاقدين أحبائهم، وبرّد جراح المصابين، وأثلج صدور المفجوعين، واجعل ليل بيروت هذا خاتمة أحزانها🙏
حنان فرحات ¦ ٤ آب ٢٠٢٠
١١.٢٥ مساء