Feb 13, 2012

غداً سوف يكتب التاريخ عنهم ...فاليفرحوا...


ليسوا ضحايا للقذائف...

ولا شهداء الألم...

ولا يتامى،

ولا ثكالى،

ولا أرامل...

لم يفقدوا العزيز والقريب والحبيب ...

لم يكوهم برد الشتاء في ظل الجدار...

لم يحلموا بالموت للنجاة من حصار...



فلو كذا...

لخجل القلم...

فليس من مقام المجد حبر وورق...

أو كتاب يرسم التاريخ حتى يهترئ!



بل سيكتب عن رؤسائنا المبجلين...

وقادتنا العظماء...

وعن سادتنا الموقرين...

الذين يسمعون أصوات القذائف، والأنين...

فيحسبونه صوت النسيم...

أو صفير الريح، أو بعض الرنين...





أولاءِ قد أضحوا حجارة...

لا يبدد شملها عويل...

ولا نداء غوث من طفل عليل...

باعوا تَرِكَة العُربِ بالذهب الأصيل...

باعوا الشجاعة والمروءة...

ثم تأسفوا...

واستنكروا...

وندّدوا...

وخرجوا بخلاصة مفادها...

وجوب غض البصر...

فالحقيقة: فيلم لأصحاب القلوب القوية!!





لم يدركوا أن لا قلوب لهم...

لم يدركوا أن لا ضمير لهم...

فاليفرحوا...

فاليفرحوا...فغدا فوق السطور سيجثمون...

وعلى صدور من سيحفظ السطور،...سيطبقون...

سوف يكتب أنهم فقدوا الحياء...

في حفل حاشد كبير...

يعلن افتتاح نافورة الدماء!

وهل يلام فاقد القلب؟...

 والضمير؟





بالله هل يلام من لسان حاله يقرّ:...

لست إنساناَ، ولا يهمّني حال البشر!