Nov 1, 2024

أنا بخير ولكن..

أنا بخير، ولكن..



ألو،

أنا بخير، ولكن..

نافذتي المشرفة على البحر صارت جزءاً من البحر،

وغرفتي التي يجتاحها الصخب نامت أخيراً،

وفستاني المفضل أصبح فستاني الوحيد..



أنا بخير، ولكن..

أخي وعيناه اللتان بلون القهوة صاروا رماداً،

ودراجته التي ودّ لو يزور بها أحلامه صارت حطاماً،

ولم يبق منه إلا حذاء أنتعله على عجل في طريقي إلى الذكريات..



أنا بخير،

ولكنّ أختي، 

التي صففت شعرها الأسود العادي،

ورصفت كلماتها بعناية على دفترها المدرسي،

وسألتني كلما لاح في عيني الحزن، لمَ أبكي،

بصوت أمّ،

بعثر الموت شعرها قبل أن تضيع خصلاته بين الركام..



أنا بخير ولكن،

قطتي التي لم يحبها أحد،

وأصيص وردتي التي لم تعش،

وكرّاسة أهدافي اليومية، 

كلها بقيت في "البارحة"،

حيث يمكن للأشياء العادية أن تكون..




أنا بخير ولكن،

لم يعد الماء ماءًا..

ولم يبقَ لي جدارٌ أتكئ عليه،

وكل الأكتاف ملّت البكاء...

أنا بخير ولكن، 

هل أستطيع ألا أكون بخير؟




حنان فرحات | بيروت

١ ت٢ ٢٠٢٤