Feb 5, 2016

يا أختي.. لا أحد يقرأ!


في زمن أصبح فيه الكلام متاحاً للجميع، للأصوات العالية والهامسة.. للفيديوهات والمقالات والتدوينات.. في حين تستطيعين أن تشاركي بكلماتك نكتة أو قصة درامية أو فاجعة، أو حتى أن تَصِفي صحن التّحلية من بعد الغداء، يأتي أحدٌ ويسألكِ لمَ تكتبين؟ "لا أحد يقرأ في هذه الأيام يا أختي.."، "أنا أملّ عند قراءة السّطر الثاني.. ربما المشكلة أنني لا أستطيع التركيز".

صدّقي أو لا تصدّقي، لو أتتكِ ألف كلمة تحفيز وتأييد لأسلوبك أو لمستوى لغتك أو حتى لبنات أفكارك، سؤال كذاك قد يضرب نصف الألف.

لكن لحظة.
ألم تقرئي كيفية إعداد العجينة الفورية، الحلّ السّريع لإزالة البقع، وصفة التنحيف السحري، أو حتى عن فوائد الزنجبيل؟ ألا تتصفّحين يومياً حساباتك في فيسبوك وتويتر وإنستغرام و غيرها؟ ألا تتابعين صفحات اقتباسات أو كتّاب أو سياسييّن أو إعلاميّين؟ ألم تعلمي بخبر الطّائرات الروسية التي تضرب سوريا؟ ألم ترَي سكيناً تطعن مستوطناً في خبرٍ ونصف؟ ألم تقرأي بياناً لحزبٍ أو مذكّرة بقرارٍ أو نصيحة على ورقة الروزنامة؟ ألم تنقري بسبب الفضول على رابط أو اثنين يروّجان لموقع أو لحدث أو يصفان ظاهرة؟  إذاً أنت تقرئين!

قد تكون فكرة القراءة مملّة للبعض بسبب قلّة الممارسة، أو ببساطة لعدم إدراكهم للمواضيع التي قد تستدعي انتباههم حتى الجملة الأخيرة. المؤكّد أنّنا وصلنا زماناً ليس فيه من لا يقرأ، لكنّ القصور يكمن في انعدام الحوافز للاطّلاع على مواضيع مختلفة، أو عدم إعطاء الفرصة للكاتب بالتعبير عن رأيه بأكثر من جملتين، أو في مراحلَ متقدّمة، الغرق في جدليّة: أنتفع بما أقرأ، أو أقرأ ما أنتفع به.

مهما كانت الأسباب، إن لم تكونوا بنّائين، لا تهدموا بانتقاداتكم اللاذعة هِمَم المبتدئين. وإن لم يكن خيراً ما تقولون، فاصمتوا.